تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ} (13)

10

المفردات :

وكأين من قرية : من أهل قرية .

أهلكناهم : بأنواع العذاب .

التفسير :

13- { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم } .

كثير من القرى الظالمة ، مثل قرى عاد وثمود ولوط ، كانوا أعتى وأقوى وأشد قدرة وقوة من أهل مكة الذين أخرجوك وعادوك ، وحاولوا قتلك أو نفيك أو حبسك ، ولقد أهلكنا كثيرا من هذه القرى الظالمة مع قوتها ، ونحن أقدر على إهلاك أهل مكة ، لأنهم أقل شأنا وقوة ممن أهلكنا من الظالمين ، وإذا كان الله قد أمهل أهل مكة إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك لن ينجيهم من عذاب النار يوم القيامة .

أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار وأتاه ، التفت إلى مكة وقال : ( أنت أحب بلاد الله إلى الله ، وأنت أحب بلاد الله إلي ، ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك ) .

قال ابن كثير في التفسير معقبا على الأثر السابق : فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى في حرمه ، أو قتل غير قاتله ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم } .