فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ} (13)

خوّف سبحانه الكفار بأنه قد أهلك من هو أشدّ منهم فقال : { وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مّن قَرْيَتِكَ التي أَخْرَجَتْكَ أهلكناهم } قد قدّمنا أن «كأين » مركبة من الكاف وأيّ ، وأنها بمعنى كم الخبرية : أي وكم من قرية ، وأنشد الأخفش قول لبيد :

وكأين رأينا من ملوك وسوقة *** ومفتاح قيد للأسير المكبل

ومعنى الآية : وكم من أهل قرية هم أشدّ قوة من أهل قريتك التي أخرجوك منها أهلكناهم { فَلاَ ناصر لَهُمْ } فبالأولى من هو أضعف منهم ، وهم قريش الذين هم أهل قرية النبي صلى الله عليه وسلم وهي مكة ، فالكلام على حذف المضاف ، كما في قوله : { واسأل القرية } [ يوسف : 82 ] قال مقاتل : أي أهلكناهم بالعذاب حين كذبوا رسولهم .

/خ19