التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (81)

قوله : { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء } أي لو أن هؤلاء اليهود كانوا يؤمنون إيمانا حقيقيا صحيحا بالله وبنبيه موسى وما أنزل الله إليه من التوراة كما يدعون لما اتخذوا المشركين الوثنيين أولياء ، بالرغم من تحريم ذلك عليهم في التوراة ، فضلا عما حواه هذا الكتاب الكريم من ذكر لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومن تحريض لبني إسرائيل على تصديقه واتباعه . وفي ذلك أبلغ دلالة على أن مراد يهود ليس تقرير التوراة أو شريعة موسى . بل كان مرادهم تحصيل الأهواء والشهوات كالمال والرياسة وغير ذلك من زخارف الدنيا وملذاتها . فهم بذلك عتاة خارجون عن دينهم الحقيقي ، مستنكفون عما أمرهم به كتابهم التوراة ولذلك قال : { ولكن كثيرا منهم فاسقون } {[1032]} .


[1032]:- روح المعاني ج 6 ص 213، 214 وتفسير الرازي ج 12 ص 70 وتفسير القرطبي ج 6 ص 252- 254 وفتح القدير ج 2 ص 66.