التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

قوله : { خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة } خاشعة ، حال من فاعل { يوفضون } يعني ينطلقون من قبورهم ذليلة أبصارهم وقد غشيهم من الهوان والذل ما غشيهم جزاء كفرهم وتكذيبهم .

قوله : { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } يعني هذا اليوم بويلاته ومصائبه هو الذي كانوا يوعدونه في الدنيا . وهو ما تكشف عنه الآيات العظام هنا من فظاعة الأهوال والمشاهد التي تعاينها البشرية يوم القيامة حيث الأفزاع والبلايا . تكشف الآيات عن ذلك كله بكلماته الربانية المصطفاة ، وعجيب أسلوبها الذي لا يضاهى ، وروعة نظمها المثير الباهر ، الذي يجسد للخيال صورة مذهلة عن القيامة بأحداثها الجسام وكوارثها الرعيبة المزلزلة كأنما هي منظورة ومحسّة{[4638]} .


[4638]:تفسير النسفي جـ 4 ص 293 وتفسير البيضاوي ص 760.