قوله : { خَاشِعَةً } . حال إما من فاعل «يُوفِضُونَ » وهو أقرب ، أو من فاعل «يَخرُجونَ » وفيه بعدٌ منه ، وفيه تعدد الحال لذي حالٍ واحدةٍ ، وفيه الخلافُ المشهورُ .
و «أبْصارُهُمْ » فاعل ، والمعنى : ذليلةٌ خاضعةٌ لا يعرفونها لما يتوقعونه من عذاب الله .
قوله : { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } ، قرأ العامةُ ، بتنوين «ذلَّة » ، والابتداء ب «ذلِكَ اليَوْمَ » ، وخبره «الَّذي كَانُوا » .
وقرأ يعقوب والتمَّارُ{[57972]} : بإضافةِ «ذلَّة » إلى «ذلك » وجر «اليَوْم » ؛ لأنه صفةٌ ، و «الَّذِي » نعتٌ لليومِ .
و«تَرهَقُهمْ » يجوز أن يكون استئنافاً وأن يكون حالاً من فاعل «يُوفضُونَ » أو «يَخرُجُونَ » ، ولم يذكر مكي غيره .
ومعنى : «ترهَقهُمْ » ، أي : يغشاهم الهوانُ والذلة .
قال قتادة : هو سوادُ الوُجوهِ .
والرَّهقُ : الغشيان : ومنه غلام مراهق إذا غشي الاحتلام ، يقال : رهقه - بالكسر - يرهقه رهقاً ، أي : غشيه .
ومنه قوله تعالى : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ }[ يونس : 26 ] .
{ ذَلِكَ اليوم الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ } ، أي : يوعدونه في الدنيا أنَّ لهم فيه العذاب ، وأخرج الخبر بلفظ الماضي ؛ لأن ما وعد الله به ، فهو حقٌّ كائنٌ لا محالةَ .
روى الثَّعلبيُّ عن أبيِّ بن كعبٍ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورَةَ سأل سَائلٍ ، أعْطاهُ اللَّهُ ثَوابَ الَّذينَ هم لأمَانَاتِهِمْ وعهْدِهِمْ راعونَ ، والَّذينَ هُمْ على صلاتهم يُحَافِظُونَ »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.