الآية 44 وقوله تعالى : { خاشعة أبصارهم } فيحتمل أن يكون هذا على بصر الوجوه ، وصفة خشوعها ما قال في آية أخرى { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } [ إبراهيم : 43 ] فتخشع خشوعا ، لا تملك صرف طرفه عن الداعي . ففيه أن الزلة قد أحاطت بهم حتى أثرت بهم في الأعين والوجوه وفي كل عضو .
وجائز أن يكون هذا على بصر القلوب ، وهو أن قلوبهم تشتغل بإجابة الداعي عن [ أن ] {[22132]}تبصر لنفسها حيلة ، تتخلص [ بها ]{[22133]} من أهوال ذلك اليوم وشدتها .
وقوله تعالى : { ترهقهم ذلة } أي تعلوهم . والذلة الحالة في النفس ، يبدو ظهورها{[22134]} من الأبصار .
وقوله تعالى : { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } وحقه أن يقول : هذا اليوم الذي كانوا يوعدون ، لأنه أضاف إلى اليوم الذي كانوا يوعدون في الدنيا . ولكن كانوا يوعدون ذلك اليوم في الدنيا ، وذلك اليوم في الوقت الذي كانوا يوعدون غير موجود ، فيعبرون {[22135]} به عما يعبر في الغائب {[22136]} ، والله أعلم [ وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين ]{[22137]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.