تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

الآية 44 وقوله تعالى : { خاشعة أبصارهم } فيحتمل أن يكون هذا على بصر الوجوه ، وصفة خشوعها ما قال في آية أخرى { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } [ إبراهيم : 43 ] فتخشع خشوعا ، لا تملك صرف طرفه عن الداعي . ففيه أن الزلة قد أحاطت بهم حتى أثرت بهم في الأعين والوجوه وفي كل عضو .

وجائز أن يكون هذا على بصر القلوب ، وهو أن قلوبهم تشتغل بإجابة الداعي عن [ أن ] {[22132]}تبصر لنفسها حيلة ، تتخلص [ بها ]{[22133]} من أهوال ذلك اليوم وشدتها .

وقوله تعالى : { ترهقهم ذلة } أي تعلوهم . والذلة الحالة في النفس ، يبدو ظهورها{[22134]} من الأبصار .

وقوله تعالى : { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } وحقه أن يقول : هذا اليوم الذي كانوا يوعدون ، لأنه أضاف إلى اليوم الذي كانوا يوعدون في الدنيا . ولكن كانوا يوعدون ذلك اليوم في الدنيا ، وذلك اليوم في الوقت الذي كانوا يوعدون غير موجود ، فيعبرون {[22135]} به عما يعبر في الغائب {[22136]} ، والله أعلم [ وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين ]{[22137]} .


[22132]:من م، ساقطة من الأصل.
[22133]:ساقطة من الأصل.
[22134]:في الأصل وم: ظهوره.
[22135]:في الأصل وم: فيعتبر.
[22136]:في الأصل وم: الغالب.
[22137]:من م، ساقطة من الأصل.