التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية وآياتها ثمان وعشرون . وهي في جملتها نقص علينا خبر واحد من رسل الله أولي العزم وهو نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام . هذا النبي الصابر العظيم الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم إلى عبادة الله وحده وأن يجتنبوا الشرك والأصنام ، ويحذرهم عذاب الآخرة ، فلم يجد منهم إلا الآذان الصّم والقلوب الغلف . ولقي منهم في ذلك أشد البلاء والعنت إذ آذوه شديد الأذى وعذبوه بالغ التعذيب ، من شتم وضرب وازدراء ، وهو يقابلهم بالصبر وبالغ الصفح والاحتمال خلال هذه المدة الطويلة . حتى إذا استيأس من إيمانهم وأيقن أنهم ساردون في الكفر والضلال وأن دعاءه إياهم لا يزيدهم إلا الإيغال في التكذيب والعصيان ، هنالك دعا ربه أن يهلكهم ويقطع دابرهم فاستجاب الله دعاءه فأخذهم أخذ عزيز مقتدر واستأصلهم أيما استئصال .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم 1 قال ياقوم إني لكم نذير مبين 2 أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون 3 يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إنّ أجل الله إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون } .

أرسل الله نبيه نوحا إلى قومه المشركين ليدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك والباطل ، فلبث فيهم قرونا ، يبلغهم ويحذرهم وينصح لهم وهو قوله : { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك } أن ، المفسرة ويجوز أن تكون مصدرية . أي أرسلناه بالإنذار لقومه { من قبل أن يأتيهم عذاب أليم } وهو عذاب الآخرة أو الطوفان .