المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

و { خاشعة } نصب على الحال ، ومعناه ذليلة منكسرة ، و { ترهقهم } معناه : تظهر عليهم وتلح وتضيق نفوسهم ، ومن هذه اللفظة المرهق من السادة بحوائج الناس{[11340]} ، والمرهق بالدين{[11341]} ، وخلق فيها رهق أي إسراع إلى الناس وسيف فلان فيه رهق ، ومنه مراهقة الاحتلام ، وإرهاق الصلاة أي مزاحمة وقتها{[11342]} .

نجز تفسير «سورة المعارج » والحمد لله كثيراً .


[11340]:قال في اللسان: المرهق: الذي يغشاه السؤال والضيفان، قال ابن هرمة: خير الرجال المرهقون كما خير تلاع البلاد أكلؤها
[11341]:وفي اللسان أيضا: رهقه دين فهو يرهقه إذا غشيه.
[11342]:وفيه أيضا: "وأرهقنا الصلاة": أخرناها حتى دنا وقت الأخرى، وفي حديث ابن عمرو: "وأرهقنا الصلاة ونحن نتوضأ" أي أخرناها عن وقتها حتى كدنا نلحقها بالصلاة الأخرى، ورهقتنا الصلاة رهقا: حانت.