السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

وقوله تعالى : { خاشعة } حال إما من فاعل يوفضون وهو أقرب ، أو من فاعل يخرجون وفيه بعد منه ، وفيه تعدد الحال لذي حال واحدة وفيه الخلاف المشهور . وقوله تعالى : { أبصارهم } فاعل ، والمعنى ذليلة خاضعة لا يرفعونها لما يتوقعونه من عذاب الله تعالى { ترهقهم } أي : تغشاهم فتعمهم وتحمل عليهم ، فتكلفهم كل عسر وضيق على وجه الإسراع عليهم { ذلة } أي : ضد ما كانوا عليه في الدنيا ؛ لأن من تعزز في الدنيا على الحق ذل في الآخرة ، ومن ذل للحق في الدنيا عز في الآخرة .

{ ذلك } أي : الأمر الذي هو في غاية ما يكون من علوّ الرتبة في العظمة { اليوم الذي كانوا يوعدون } أي : يوعدون في الدنيا أنّ لهم فيه العذاب ، وأخرج الخبر بلفظ الماضي ؛ لأنّ ما وعد الله تعالى به فهو حق كائن لا محالة ، وهذا هو العذاب الذي سألوا عنه أوّل السورة ، فقد رجع آخرها على أوّلها .

ختام السورة:

وما قاله البيضاويّ تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة سأل سائل أعطاه الله تعالى ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون » . حديث موضوع .