فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

وانتصاب { خاشعة } على الحال من ضمير يرفضون هو الأقرب أو من فاعل يخرجون وفيه بعد ، والخشوع الذلة والخضوع و { أبصارهم } مرتفعة به والمعنى لا يرفعونها لما يتوقعونه من العذاب .

{ ترهقهم ذلة } أي تغشاهم ذلة شديدة ضد ما كانوا عليه في الدنيا لأن من تعزز فيها عن الحق ذل في الآخرة ومن ذل للحق في الدنيا عز في الآخرة ، قال قتادة هي سواد الوجوه ومنه غلام مراهق إذا غشيه الاحتلام ، يقال رهقه بالكسر يرهقه رهقا غشيه ، ومثل هذا قوله { ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة } والجملة مستأنفة أو حال من قال يوفضون أو يخرجون .

{ ذلك } الذي تقدم ذكره { اليوم الذي كانوا يوعدون } أي يوعدونه في الدنيا على ألسنة الرسل قد حاق وحضر ووقع بهم من عذابه ما وعدهم الله به وإن كان مستقبلا فهو في حكم الذي قد وقع لتحقق وقوعه ، قال الخطيب وهذا هو العذاب الذي سألوا عنه أول السورة فقد رجع آخرها على أولها .