التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية وعدد آياتها خمسون . وهي مبدوءة بالقسم من الله بأجزاء من خلقه كالرياح العواصف ، والملائكة الأطهار على أن الساعة قائمة وأنها حق لا ريب فيه .

ويبين الله في السورة ما يقع من أحداث كونية هائلة إيذانا بفناء العالم ووقوع الواقعة وانتصاب الميزان للحساب .

وفي السورة تذكير للعباد بمصيرهم الذي يؤولون إليه يوم القيامة فإما التعس والخسران والإفضاء إلى جهنم ، وإما النجاة والفوز برضوان الله وجنته حيث النعيم الدائم المقيم .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والمرسلات عرفا 1 فالعاصفات عصفا 2 والناشرات نشرا 3 فالفارقات فرقا 4 فالملقيات ذكرا 5 عذرا أو نذرا 6 إنما توعدون لواقع 7 فإذا النجوم طمست 8 وإذا السماء فرجت 9 وإذا الجبال نسفت 10 وإذا الرسل أقّتت 11 لأي يوم أجلت 12 ليوم الفصل 13 وما أدراك ما يوم الفصل 14 ويل يومئذ للمكذبين } .

يقسم الله بجزء مما خلق وهو قوله : { والمرسلات عرفا } المراد بالمرسلات ، الرياح في قول أكثر المفسرين . وقيل : المراد بها الملائكة . والقول الأول أظهر . ويدل عليه أن الرياح عواصف فهي تعصف عصفا . وأن الله ذكر الرياح بالإرسال كقوله : { وأرسلنا الرياح لواقح } .

وقوله : { عرفا } منصوب على الحال . أي والرياح أرسلت متتابعة{[4718]} والمعنى : أرسلنا الرياح فيتبع بعضها بعضا كعرف الفرس .


[4718]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 486.