المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ} (29)

وقوله { يا قوم لا أسألكم عليه مالاً } الآية ؛ الضمير في { عليه } عائد على التبليغ .

وقوله : { وما أنا بطارد الذين آمنوا } يقتضي أنهم طلبوا منه طرد الضعفاء الذين بادروا إلى الإيمان به نظير ما اقترحت قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرد تباعه بمكة الذين لم يكونوا من قريش .

وقوله : { إنهم ملاقوا ربهم } تنبيه على العودة إلى الله ولقاء جزائه المعنى ، فيوصلهم إلى حقهم عندي إن ظلمتهم بالطرد . ثم وصفهم بالجهل في مثل هذا الاقتراح ونحوه .