النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ} (29)

قوله عز وجل : { . . وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ } لأنهم سألوه طرد من اتبعه من أراذلهم ، فقال جواباً لهم ورداً لسؤالهم : وما أنا بطارد الذين آمنوا .

{ إِنَّهُم مُلاَقُوا رَبِّهِم } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون قال ذلك على وجه الإعظام لهم بلقاء الله تعالى .

الثاني : على وجه الاختصام ، بأني لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله . { وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : تجهلون في استرذالكم لهم وسؤالكم طردهم .

الثاني : تجلون في أنهم خير منكم لإيمانهم وكفركم .