المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا} (20)

فلما سمعت مريم ذلك واستشعرت ما طرأ عليها استفهمت عن طريقه وهي لم يمسها بشر بنكاح ولم تكن زانية . و «البغي » المجاهرة المنبهرة في الزنا فهي طالبة له بغوى على وزن فعول كبتول وقتول ولو كانت فعيلاً لقوي أن يلحقها هاء التأنيث فيقال بغية{[7927]} .


[7927]:في الأصل: شبل بن عزرة، والتصويب عن كتب القراءات، قال في تقريب التهذيب: "شبيل ـ بالتصغيرـ ابن عزرة ـ بفتح المهلة بعدها زاي ساكنة ثم راء ـ الضبعي، أبو عمرو البصري النحوي، صدوق، من الخامسة"، وفي الأصول أن القراءة [فاجأها] بفاء فألف ممدودة بدون همز، ولكن قال أبو الفتح ابن جني في المحتسب: "[فأجأها] مثل فألجأها، ورواها ابن مجاهد أيضا أنها من المفاجأة، إلا أن ترك همزها إنما هو بدل لا تخفيف قياسي، وقد يجوز أن تكون القراءة على التخفيف القياسي، إلا أنه لطفت لضعف الهمزة بعد الألف، فظنها القراء ألفا ساكنة مدة، إلا أن قوله: مثل (ألجـأها) يشهد لقراءة الجماعة (فأجاءها) وقد يمكن أن يكون المراد: مثل أجاءها إذا أبدلت همزته ألفا، فيكون التشبيه لفظيا لا معنويا".