الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا} (20)

{ قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا } .

أي : قالت مريم : من أي وجه يكون لي غلام ؟ أمن قبل زوج أرزقه منه ؟ أم يبتدئ الله خلقه ابتداء ، ولم يمسسني بشر من بني آدم بنكاح حلال . ( ولم أك بغيا ) أي لم يمسسني أحد في حرام .

قال السدي : [ { بغيا } زانية ]{[44010]} .

و{ بغيا } فعول . وفعول يقع للمؤنث والمذكر بغير هاء .

كقولك : امرأة شكور ، ورجل شكور . ولا يجوز أن يكون ( بغي ){[44011]} فعيلا ، لأنه يلزم فيه دخول الهاء ككريمة ورحيمة . ولا يلزم ذلك في{[44012]} فعول . فدل حذف الهاء منه على أن فعول ، وليس بفعيل . وأصله بغوي ، ثم وقع القلب والإدغام على الأصول{[44013]} المعروفة عند أهل العربية{[44014]}/ .


[44010]:انظر: جامع البيان 16/62.
[44011]:(ز) تقيا.
[44012]:(في) سقط من (ز).
[44013]:(ز) أصول.
[44014]:راجع الكشاف 4/5 والمشكل 2/54 والبحر المحيط 6/181.