الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا} (20)

قوله : { بَغِيّاً } : في وزنِه قولان ، أحدُهما - وهو قولُ المبردِ - أنَّ وزنَه فُعول ، والأصل بَغُوْيٌ فاجتمعت الياء والواو فَفُعِل فيه ما هو معروفٌ . قال أبو البقاء : " ولذلك لم تَلْحَقْ تاءُ التأنيث كما لم تَلْحَقْ في صبور وشكور " . ونَقَل الزمخشري عن أبي الفتح أنها فَعِيْل ، قال : " ولو كانَتْ فَعُولاً لقيل : بَغُوٌ ، كما يقال : فلان نَهُوٌ عن المنكر " ولم يُعْقِبْه بنكير . ومَنْ قال : إنها فَعِيْل فهل هي بمعنى فاعِل او بمعنى مَفعول ؟ فإنْ كانَتْ بمعنى فاعِل فينبغي أَنْ تكونَ بتاء التأنيث نحو : امراةٌ قديرةٌ وبَصيرة . وقد أُجيب عن ذلك : بأنها بمعنى النسب كحائِض وطالِق ، أي ذات بَغْي . وقال أبو البقاء حين جَعَلَها بمعنى فاعِل : " ولم تَلْحَقِ التاءُ أيضاً لأنها للمبالغة " فجعل العلةَ في عدم اللِّحاق كونَه للمبالغة . وليس بشيءٍ . وإن قيل بأنها بمعنى مَفْعول فَعَدَمُ الياءِ واضحٌ .