فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا} (20)

{ قالت أنّى يكون لي غلام } والحال أنني { لم يمسسني } أي لم يقربني { بشر } زوج بنكاح { ولم أك بغيا } أي فاجرة ، فجعلت المس عبارة عن النكاح الحلال لأنه كناية عنه ، والزنا ليس كذلك ، وإنما يقال فيه : فجر بها وحنث بها . وما أشبه ذلك .

والبغيّ هي الزانية التي تبغي الرجال . قال المبرد : أصله بغوي على فعول . وقال ابن جني : إنه فعيل . وقال ابن الأنباري : إن بغيا غالب في النساء إجراء له مجرى حائض وعاقر . وقلما تقول العرب رجل بغي ، وزيادة ذكر ذلك يتناول الحلال والحرام لقصد التأكيد تنزيها لجانبها من الفحشاء ، يعني أن الولد لا يكون إلا من نكاح أو سفاح ولم يكن هنا واحد منهما . قيل وما استبعدت من قدرة الله شيئا ، ولكن أرادت كيف يكون هذا الولد ، هل من قبل زوج تتزوجه في المستقبل ؟ أم يخلقه الله سبحانه ابتداء .