المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

وقوله عز وجل { وما تلك بيمينك يا موسى } تقرير مضمنه التنبيه وجمع النفس لتلقي ما يورد عليها وإلا فقد علم ما هي في الأزل ، وقوله { بيمينك } من صلة تلك وهذا نظير قول الشاعر يزيد بن ربيعة : [ الطويل ]

عدسْ ما لعباد عليك إمارة . . . نجوت وهذا تحملين طليق{[8094]}

قال ابن الجوهري : وروي في بعض الآثار أن الله تعالى عتب على موسى إضافة العصا إلى نفسه في ذلك الموطن فقيل له { ألقها } [ طه : 19 ] ليرى منها العجب فيعلم أنه لا ملك له عليها ولا تضاف إليه .


[8094]:هذا البيت ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، وهو في الخزانة، وحاشية الأمير، والأغاني، والطبري، والمحتسب، واللسان، وابن الشجري، والإنصاف، وابن يعيش، والشذور، والعيني، والهمع، والتصريح، والأشموني، وشرح شواهد المغني، والديوان. وقوله: (عدس) هو زجر للبغل، وربما سموا البغل عدس، وعباد هو أخو عبيد الله ابن زياد، وكان أميرا على سجستان، وكان قد سجن الشاعر لشعر قاله، إلا أن اليمانية كلموا معاوية بشأنه فأرسل بريدا خاصا يحمل أمرا بإطلاقه، ولما أطلق سراحه قدم له بغل من بغال البريد ليركبه فقال هذا البيت في مطلع أبيات تجدها مع القصة كاملة في خزانة الأدب. و (هذا): اسم إشارة، وقد وصل بجملة (تحملين)، فصار من الأسماء الموصولة في رأي بعض النحويين. فيكون (هذا) مبتدأ، وجملة (تحملين) صلة، و (طليق) خبر، أي: والذي تحملينه طليق.