فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

قوله : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا موسى } قال الزجاج والفراء : إن { تلك } اسم ناقص وصلت { بيمينك } أي ما التي بيمينك ؟ وروي عن الفراء أنه قال : تلك بمعنى هذه ، ولو قال : ما ذلك لجاز ، أي ما ذلك الشيء ؟ وبالأوّل قال الكوفيون . قال الزجاج : ومعنى سؤال موسى عمّا في يده من العصا التنبيه له عليها . لتقع المعجزة بها بعد التثبيت فيها والتأمل لها . قال الفراء : ومقصود السؤال تقرير الأمر حتى يقول موسى : هي عصاي لتثبيت الحجة عليه بعد ما اعترف ، وإلا فقد علم الله ما هي في الأزل ، ومحل «ما » الرفع على الابتداء ، و{ تلك } خبره ، و{ بيمينك } في محل نصب على الحال إن كانت تلك اسم إشارة على ما هو ظاهر اللفظ ، وإن كانت اسماً موصولاً كان { بيمينك } صلة للموصول .

/خ35