المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِي ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَٰمِ} (24)

و : { الجواري } جمع جارية ، وهي السفن . وقرأ الحسن والنخعي بإثبات الياء . وقرأ الجمهور وأبو جعفر وشيبة بحذفها .

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي : «المنشآت » بفتح الشين أي أنشأها الله والناس . وقرأ حمزة وأبو بكر بخلاف : «المنشِئات » بكسر الشين ، أي تنشئ هي السير إقبالاً وإدباراً ، و «الأعلام » الجبال وما جرى مجراها من الظراب والآكام{[10823]} . وقال مجاهد : ما له شراع فهو من { المنشآت } ، وما لم يرفع له شراع فليس من { المنشآت }

وقوله : { كالأعلام } هو الذي يقتضي هذا الفرق ، وأما لفظة { المنشئات } فيعم الكبير والصغير .


[10823]:الظراب: جمع ظرب وهو الجبل المنبسط. والآكام: جمع الجمع، والمفرد: أكمة وهي التل، وجمعها أكمات وأكم، وجمع الأكم إكام، وجمع الإكام أكم، وجمع الأكم آكام.