{ وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام } المراد بالجوار السفن الجارية في البحر ، وسميت السفينة جارية لأن شأنها ذلك وإن كانت واقفة في الساحل كما سماها في موضع آخر بالجارية ، كما قال تعالى : { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } ، وسماها بالفلك قبل أن لم تكن كذلك ، فقال تعالى لنوح ؛ { واصنع الفلك بأعيننا } ، ثم بعدما عملها سماها سفينة فقال تعالى : { فأنجيناه وأصحاب السفينة } ، قال الرازي : الفلك أولا ، ثم السفينة ، ثم الجارية ، والمرأة المملوكة تسمى أيضا جارية ، لأن شأنها الجري والسعي في حوائج سيدها ، بخلاف الزوجة ، فهي من الصفات الغالبة .
والعامة على كسر الراء من الجوار ، لأنه منقوص على فواعل ، والياء محذوفة لفظا ، وقرئ برفع الراء تناسبا للمحذوف ، وقرئ بإثبات الياء في الوقف ، ولا تثبت في الرسم ، لأنها من يا آت الزوائد ، والمنشآت المرفوعات التي رفع بعض خشبها على بعض ، وركب حتى ارتفعت وطالت حتى صارت في البحر كالأعلام ، وهي الجبال ، والعلم الجبل الطويل ، شبه السفن في البحر بالجبل في البر ، وقال قتادة : المنشآت المخلوقات للجري ، وقال الأخفش : المنشآت المجريات ، وقيل : المحدثات المسخرات ، وقيل : الرافعات الشرع ، أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهن ، وقد مضى الكلام على هذا في سورة الشورى ، وإفراد البحر وجمع الأعلام إشارة إلى عظمة البحر ، قرأ الجمهور المنشآت بفتح الشين ، وقرئ بكسرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.