معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

قوله تعالى : { قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي } وذلك أن كفار مكة كانوا يقولون له : إنك قد ضللت حين تركت دين آبائك ، فقال الله تعالى : { قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي } أي : إثم ضلالتي على نفسي ، { وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي } من القرآن والحكمة . { إنه سميع قريب* }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

قوله : { قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي } الضلال والضلالة ، ضد الرشاد{[3829]} وذلك لما قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تركت دين آبائك يا محمد فضللت . فأمره أن يرد زعمهم الباطل بقوله : إن ضللت كما تزعمون ، فسلكت غير سبيل الحق والصواب فإنما ضلالي على نفسي { وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي } يعني : إن استقمت على صراط الله الحق دون زيغ أو ميل فإنما سبب نزول ذلك ما أوحاه الله لي من البيان والحكمة والتشديد .

قوله : { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } الله يسمع العابدين المنيبين إليه إذا دعوه وسألوه ما يريدون ؛ فهو سبحانه قريب مجيب دعوة الداعي إذا دعاه{[3830]}


[3829]:مختار الصحاح ص 383
[3830]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 544 وتفسير القرطبي ج 14 ص 312-314