اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

قوله : { إنْ ضَلَلْتُ } العامة على فتح لامه في الماضي وكسرها في المضارع ولكن بنقل الساكن قبلها . وابن وثاب بالعكس وهو لغةُ تميمٍ{[44875]} . وتقدم ذلك{[44876]} .

فصل

قال المفسرون : إن كفار مكة كانوا يقولون : إنك ضللت حتى تركت دين آبائك ، فقال الله تعالى : { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ على نَفْسِي } أي إثم ضلالي على نفسي { وَإِنِ اهتديت فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي } من القرآن والحكمة { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }{[44877]} .

قوله : { فِبِمَا يُوحِي } يجوز أن تكون «ما » مصدرية أي بسبب إيحاء ربي لي ، وأن تكون موصولة أي بسبب الذي يُوحِيه فعائده محذوف{[44878]} . وقوله «سميعٌ » أي يسمع إذا ناديتهُ واستعنت به عليكم قريب يأتيكم من غير تأخير ليس كمن يسمع من بعيد ولا يلحق الدَّاعِي{[44879]} .


[44875]:ذكرها ابن خالويه في المختصر 122 وأبو حيان في البحر 7/192 والزمخشري في الكشاف 3/295 موضحا أنها لغتان، وانظر: القرطبي 14/14.
[44876]:من الآية 56 من الأنعام و10 من سورة السجدة آية الأنعام تقول: {قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين} وآية السجدة: {أئذا ضللنا في الأرض}.
[44877]:قاله ابن الجوزي في زاد المسير 6/467.
[44878]:فحوى كلام أبي حيان في البحر 7/292 وانظر: الدر المصون 4/457.
[44879]:قاله الفخر الرازي في تفسيره 25/271.