البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

وقرأ الجمهور : { قل إن ضللت } ، بفتح اللام ، { فإنما أضل } ، بكسر الضاد .

وقرأ الحسن ، وابن وثاب ، وعبد الرحمن المقري : بكسر اللام وفتح الضاد ، وهي لغة تميم ، وكسر عبد الرحمن همزة أضل .

وقال الزمخشري : لغتان نحو : ضللت أضل ، وظللت أظل .

{ وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربي } ، وأن تكون مصدرية ، أي فبوحي ربي .

والتقابل اللفظي : وإن اهتديت فإنما أهتدي لها ، كما قال : { ومن أساء فعليها } مقابل : { من عمل صالحاً فلنفسه } { ومن ضل فإنما يضل عليها } مقابل : { فمن اهتدى فلنفسه } أو يقال : فإنما أضل بنفسي .

وأما في الآية فالتقابل معنوي ، لأن النفس كل ما عليها فهو لها ، أي كل وبال عليها فهو بسببها .

{ إن النفس لأمّارة بالسوء } وما لها مما ينفعها فبهداية ربها وتوفيقه ، وهذا حكم عام لكل مكلف .

وأمر رسوله أن يسنده إلى نفسه ، لأنه إذا دخل تحته مع جلالة محله وسر طريقته كما غيره أولى به .

انتهى ، وهو من كلام الزمخشري .

{ إنه سميع قريب } ، يدرك قول كل ضال ومهتد وفعله .