محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ } أي عن طريق الحق { فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي } أي لأن وبال ذلك عائد عليها ، أو على ذاتي ، لا على غيري { وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي } أي من الرشاد والحق المبين { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } فإن قيل : مقتضى المقابلة مع الجملة قبلها ، أن يقال ( وإن/ اهتديت فإنما أهتدي لها ) فلم عدل عنها إلى ما ذكر ؟ قيل : إن المقابلة تكون باللفظ وتكون بالمعنى . وما هنا من الثاني . بيانه أن النفس كل ما عليها فهو بها ، أي : كل ما هو وبال عليها ، وضارّ لها ، فهو بسببها ، ومنها . لأنها الأمارة بالسوء . وكل ما هو لها مما ينفعها ، فبهداية ربها وتوفيقه إياها .

وهذا حكم عام لكل مكلف . وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسند ذلك إلى نفسه . لأن ( الرسول ) إذا دخل في عمومه ، مع علو محله وسداد طريقته ، كان غيره أولى به . أشار لهذا ، الفاضل بن الأثير في ( المثل السائر ) .