فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ} (50)

{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ } عن طريق الحقة الواضحة وقرئ بفتح اللام وهذه لغة نجد ، وهي الفصيحة وبكسرها وهي لغة أهل العالية { فَإِنَّمَا أَضِلُّ } أي إثم ضلالتي يكون { عَلَى نَفْسِي } وقال عمر بن سعد : أي إنما أوخذ بجنايتي وذلك أن الكفار قالوا له : تركت دين آبائك فضللت ، فأمره الله أن يقول لهم هذا القول .

{ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِليَّ رَبِّي } من الحكمة والموعظة والبيان بالقرآن و { ما } مصدرية أو موصولة والتقابل هنا من جهة المعنى دون اللفظ { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } مني ومنكم يعلم الهدى والضلالة وإن بولغ في إخفائهما ، وهذا حكم عام لكل مكلف وإنما أمر رسوله أن يسنده إلى نفسه لأن الرسول إذا دخل تحته مع جلالة محله وسداد طريقته كان غيره أولى به ، ثم ذكر سبحانه حالا من أحوال الكفار فقال : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا }