معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } قرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : { في عمد } بضم العين والميم ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، كقوله تعالى : { رفع السماوات بغير عمد ترونها }( لقمان-10 ) وهما جميعاً جمع عمود ، مثل : أديم وأدم وأدم ، قاله الفراء . وقال أبو عبيدة : جمع عماد ، مثل : إهاب وأهب وأهب . قال ابن عباس : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد ، في أعناقهم الأغلال السلاسل ، سدت عليهم بها الأبواب . وقال قتادة : بلغنا أنها عمد يعذبون بها في النار . وقيل : هي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار ، أي إنها مطبقة عليهم بأوتاد ممددة ، وهي في قراءة عبد الله بعمد " بالباء " . قال مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ثم سدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يفتح عليهم باب ، ولا يدخل عليهم ريح ، والممددة من صفة العمد ، أي مطولة ، فتكون أرسخ من القصيرة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } قال عطية العوفي : عمد من حديد . وقال السُّدِّي : من نار . وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني : الأبواب هي الممدوة{[30513]} .

وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود : إنها عليهم مؤصدة بعمد ممدة .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد ، وفي أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب .

وقال قتادة : كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار . واختاره ابن جرير .

وقال أبو صالح : { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني القيود الطوال . آخر تفسير سورة " ويل لكل همزة لمزة "


[30513]:- (2) في أ: "هي الممددة".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

وقوله : { فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة : ( فِي عَمَدٍ ) بفتح العين والميم ، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : «فِي عُمُدٍ » بضم العين والميم . والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء ، ولغتان صحيحتان . والعرب تجمع العمود : عُمُدا وعَمَدا ، بضم الحرفين وفتحهما ، وكذلك تفعل في جمع إهاب ، تجمعه : أُهُبا ، بضم الألف والهاء ، وأَهَبا بفتحهما ، وكذلك القضم ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : إنها عليهم مُؤصدة بعمد ممدّدة : أي مغلقة مطبقة عليهم ، وكذلك هو في قراءة عبد الله فيما بلغنا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن قتادة ، في قراءة عبد الله : «إنّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ بِعَمَدٍ مُمَدّدَةٍ » .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : إنما دخلوا في عمد ، ثم مدّت عليهم تلك العمد بعماد . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ } قال : أدخلهم في عمد ، فمدّت عليهم بعماد ، وفي أعناقهم السلاسل ، فسُدّت بها الأبواب .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : فِي عَمَدٍ من حديد مغلولين فيها ، وتلك العمد من نار قد احترقت من النار ، فهي من نار مُمَدّدةٍ لهم .

وقال آخرون : هي عَمَد يعذّبون بها . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ } كنا نحدّث أنها عمد يعذّبون بها في النار ، قال بشر : قال يزيد : في قراءة قتادة : عَمَدٍ .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مِهْران ، عن سعيد ، عن قتادة { فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ } قال : عمود يعذّبون به في النار .

وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال : معناه أنهم يعذّبون بعمد في النار ، والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها ، ولم يأتنا خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها ، ولا وُضِعَ لنا عليها دليل ، فندرك به صفة ذلك ، فلا قول فيه ، غير الذي قلنا يصحّ عندنا ، والله أعلم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } أي موثقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص ، وقرأ الكوفيون غير حفص بضمتين ، وقرئ ( عمد ) بسكون الميم مع ضم العين .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه " رضوان الله عليهم أجمعين .