فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } في محل نصب الحال من الضمير في عليهم ، أي كائنين في عمد ممددة موثقين فيها ، أو في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هم في عمد ، أو صفة لمؤصدة ، أي مؤصدة بعمد ممددة .

قال مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ، ثم شدت بأوتاد من حديد ، فلا يفتح عليهم باب ، ولا يدخل عليهم روح .

ومعنى كون العمدة ممددة أنها مطولة وهي أرسخ من القصيرة ، وقيل : العمد أغلال في جهنم ، وقيل : القيود ، وقال قتادة : المعنى هم في عمد يعذبون بها ، واختار هذا ابن جرير .

قرأ الجمهور ( عمد ) بفتح العين والميم ، وقيل : هو اسم جمع لعمود ، وقيل : جمع له ، قال الفراء : هي جمع لعمود ، كأديم وأدم ، وقال أبو عبيدة : هي جمع عماد .

وقرئ بضم العين والميم ، جمع عمود ، قال الفراء : هما جمعان صحيحان لعمود ، واختار أبو عبيد وأبو حاتم قراءة الجمهور .

قال الجوهري : العمود عمود البيت ، وجمع القلة أعمدة ، وجمع الكثرة عمد وعمد ، وقرئ بهما ، وهما سبعيتان .

قال أبو عبيدة : العمود كل مستطيل من خشب أو حديد ، قال ابن عباس : عمد من نار ، وقال ابن مسعود : هي الأدهم ، وعن ابن عباس أيضا : الأبواب هي الممددة ، وعنه قال : أدخلهم في عمد فمدت عليهم في أعناقهم ، فسدت بها الأبواب .

قال ابن جزي : المعنى أن أبواب جهنم أغلقت عليهم بعمد ممدودة على أبوابها تشديدا في الإغلاق ، وقيل : معناه في دهر ممدود ، أي لا انقطاع له ، قال القشيري : إن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار ، تشد تلك الأطباق حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يدخل عليهم روح .