الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ فِي عَمَدٍ } ، قرأ أهل الكوفة بضمّتين ، غيرهم بالنصب ، واختاره أبو حاتم لقوله :

{ رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [ الرعد : 1 ] وهما جمعان للعمود مثل أديم وأدم ، وأفيق وأفق ، وقضيم وقضم ، قال الفرّاء : وقال أبو عبيد : هو جمع عماد مثل أهاب وأُهُب وأَهَب .

{ مُّمَدَّدَةٍ } قراءة العامّة بالخفض على نعت العمد ، وقرأ عاصم الجحدري ممدّدةٌ بالرفع جعلها نعتاً للموصدة .

واختلفوا في معنى الآية ، فقال ابن عباس : أدخلهم في عمد ، فمدّت عليهم بعماد وفي أعناقهم السلاسل ، فسدّت عليهم بها الأبواب .

وقال قتادة : بلغنا أنّها عمد يعذّبون بها في النار ، وقيل : هي عمد موتّدة على أبوابها [ ليتأكد أياسهم ] منها ، وقيل : معناه أنّها عليهم مؤصدة بعمد ، وكذلك هي في قراءة عبد اللّه : بعمد ، بالباء .

عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " المؤمن كيّس فطن حذر وقاف ثبت ، لا يعجل ، عالم ورع ، والمنافق همزة لمزة حطمة ، [ لا يقف عند شبهة ولا عند محرم ] ، كحاطب الليل لا يبالي من أين كسب ، ولا فيما أنفق " .