قوله : { عَمَدٍ } . قرأ{[60845]} الأخوان وأبو بكر : بضمتين ، جمع عمود ، نحو رسول ورسل .
وقيل : جمع عماد ، نحو : كتاب وكتب .
وروي عن أبي عمرو : الضم ، والسكون ، وهو تخفيف لهذه القراءة .
والباقون : «عَمَدٍ » بفتحتين ، فقيل : بل هو اسم جمع ل«عمود » .
وقال أبو عبيدة : هو جمع عماد .
و «فِي عَمَدٍ » يجوز أن يكون حالاً من الضمير في «عَليهِم » ، أي : موثقين ، وأن يكون خبراً لمبتدأ مضمر ، أي : هم في عمد ، وأن يكون صفة ل «مُؤصَدةٌ » ، قاله أبو البقاء{[60846]} . يعني : فتكون النَّار داخل العمد .
وقال القرطبي{[60847]} : «الفاء بمعنى الباء ، أي : موصدة بعمد ممدة » . قاله ابن مسعود ، وهي في قراءته : «بعمد ممددة » .
قال الجوهريُّ{[60848]} : العمُود : عمود البيت ، وجمع القلّة : أعمدة ، وجمع الكثرة : عُمُد وعَمَد ، وقرئ بهما في قوله تعالى : { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ } .
وقال أبو عبيدة : العمُود : كل مستطيل من خشب ، أو حديد ، وهو أصل للبناء مثل العماد . عمدت الشيء فانعمد أي : أقمته بعماد يعتمد عليه ، وأعمدته أي جعلت تحته عماداً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله تَبارَكَ وتَعَالَى يَبعَثُ عَليْهِمْ مَلائِكَةً بأطْباقٍ من نَارٍ ، ومَسامِيرَ مِنْ نَارٍ ، وعُمدٍ منْ نَارٍ ، فتطبق عليهم بتِلْكَ الأطْبَاقِ ، وتُسَدُّ بتلْكَ المَسَامِيرِ ، وتُمَدُّ بتِلْكَ العُمدِ ، فلا يَبْقَى فيْهَا خَلَلٌ يَدخلُ مِنهُ رَوْحٌ ولا يَخرجُ مِنهُ غمٌّ ، فيكُونُ فِيهَا زَفيرٌ وشَهِيقٌ ، فذلكَ قوله تَعَالَى : { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } »{[60849]} .
وقال قتادة : عمد يعذبون بها{[60850]} ، واختاره الطَّبري{[60851]} .
وقال ابن عبًّاس : إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم{[60852]} .
وقال أبو صالح : قيود في أرجلهم .
وقال القشيري : العمد : أوتاد الأطباق .
وقيل : المعنى ، في دهور ممدودة ، لا انقطاع لها .
روى الثعلبي عن أبيّ بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ } أعطيَ مِنَ الأجْرِ عَشْرَ حَسناتٍ ، وبعدد من اسْتَهْزأ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.