قوله تعالى : { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } يعني : أسر بهم ليلاً من أرض مصر { فاضرب لهم طريقاً في البحر } يعني : اجعل لهم طريقاً في البحر بالضرب بالعصا { يبساً } ليس فيه ماء ولا طين وذلك أن الله أيبس لهم الطريق في البحر { لا تخاف دركاً } قرأ حمزة :لا تخف بالجزم على النهي والباقون : بالألف والرفع على النفي لقوله تعالى : { ولا تخشى } قيل : لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ، ولا تخشى أن يغرقك البحر أمامك .
يقول تعالى مخبرًا أنه أمر موسى ، عليه السلام ، حين أبى فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل ، أن يسري بهم في الليل ، ويذهب بهم من قبضة فرعون . وقد بسط الله هذا المقام في غير هذه السورة الكريمة . وذلك أن موسى لما خرج ببني إسرائيل أصبحوا وليس منهم بمصر لا داع ولا مجيب ، فغضب فرعون غضبًا شديدًا وأرسل في المدائن حاشرين ، أي من يجمعون له الجند من بلدانه ورَسَاتيقه ، يقول : { إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ } [ الشعراء : 54 ، 55 ] ثم لما جمع جنده واستوثق له جيشه ، ساق في طلبهم { فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ } [ الشعراء : 60 ] أي : عند طلوع الشمس { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ } أي : نظر كل من الفريقين إلى الآخر { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [ الشعراء : 61 ، 62 ] ، ووقف موسى ببني إسرائيل ، البحر أمامهم ، وفرعون وراءهم ، فعند ذلك أوحى الله إليه أن { اضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا } فضرب البحر بعصاه ، وقال : " انفلق{[19447]} بإذن الله " { فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } [ الشعراء : 63 ] أي : الجبل العظيم . فأرسل الله الريح على أرض البحر فلفحته حتى صار يابسا كوجه الأرض ؛ فلهذا قال : { فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا } أي : من فرعون ، { وَلا تَخْشَى } يعني : من البحر أن يغرق قومك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.