الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَقَدۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِي فَٱضۡرِبۡ لَهُمۡ طَرِيقٗا فِي ٱلۡبَحۡرِ يَبَسٗا لَّا تَخَٰفُ دَرَكٗا وَلَا تَخۡشَىٰ} (77)

{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي } أي سر بهم أول الليل من أرض مصر .

{ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً } يابساً ليس فيه ماء ولا طين { لاَّ تَخَافُ دَرَكاً } من فرعون خلفك { وَلاَ تَخْشَى } غرقاً من البحر أمامك ، وقرأ حمزة : لا تخف بالجزم على النهي ، الباقون : بالألف على النفي ، واختاره أبو عبيد لقوله : ولا تخشى رفعاً ودليل قراءة حمزة قوله : «يولوكم الأدبار ثمَّ لا تنصرون » فاستأنف ، قال الفرّاء : ولو نوى حمزة بقوله : ولا تخشى الجزم ، لكان صواباً . وقال الشاعر :

هجوت زماناً ثم ملت معتذراً *** من سب زمان لم يهجُو ولم يذع

وقال آخر :

ألم يأتيك والأنباء تنمي *** بما لاقت لبون بني زياد