ثم قال تعالى : { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي }[ 76 ] .
أي : أوحينا إلى موسى إذ أبى فرعون أن يستجيب له ، أن أسر بعبادي ، يعني بني إسرائيل .
{ فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا }[ 76 ] .
أي : اتخذ لهم طريقا في البحر يبسا . أي : يابسا . وهو مصدر نعت به الطريق . والمعنى : ذا يبس{[45337]} .
ثم قال : { لا تخاف دركا ولا تخشى }[ 76 ] .
أي : لا تخاف من فرعون وجنوده أن يدركوه ، ولا تخشى غرقا من بين يديك .
قال ابن جريج : ( قال أصحاب موسى : هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد غشينا . فأنزل الله تعالى ذكره : { لا تخاف دركا } من أصحاب فرعون ، { ولا تخشى } من البحر وحلا{[45338]} .
تقديره عن الأخفش : لا تخاف دركا فيه . ثم حذف ( فيه ){[45339]} .
ومن قرأ { لا تخاف } بالرفع{[45340]} جعله في موضع الحال من موسى .
وقيل{[45341]} : هو نعت لطريق على تقدير : لا تخاف فيه .
وقيل{[45342]} : هو مستأنف على معنى : لست تخاف وتخشى ، عطف عليه في الوجوه الثلاثة .
ومن قرأ : لا تخف بالجزم ، جعله جوابا للأمر في قوله : { فاضرب } .
وقيل{[45343]} : هو جزم على النهي . نهى أن يخاف فرعون . ويكون { ولا تخشى } مقطوعا{[45344]} من الأول .
وأجاز الفراء{[45345]} أن يكون معطوفا على { لا تخاف } وثبتت{[45346]} الألف في الجزم كما ثبتت الياء والواو وهذا غلط عند جميع البصريين لأن الألف{[45347]} لا تتحرك فيقدر فيها حركة . والياء{[45348]} والواو يتحركان{[45349]} فيجوز أن تقدر فيهما حركة محذوفة . وأيضا فإن ذلك لا يجوز في الياء والواو إلا في الشعر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.