معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

قوله تعالى : { فأوحى } أي : أوحى الله ، { إلى عبده ما أوحى } محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس في رواية عطاء ، والكلبي ، والحسن ، والربيع ، وابن زيد : معناه : أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه عز وجل . قال سعيد بن جبير : أوحى إليه : { ألم يجدك يتيماً فآوى }( الضحى-6 ) إلى قوله : { ورفعنا لك ذكرك }( الشرح-4 ) وقيل : أوحى إليه : إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

فأوحى إلى عبد الله ما أوحى . بهذا الإجمال والتفخيم والتهويل .

فهي رؤية عن قرب بعد الترائي عن بعد . وهو وحي وتعليم ومشاهدة وتيقن .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

وقوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : فأوحى الله إلى عبده محمد وحيه ، وجعلوا قوله : ما أوْحَى بمعنى المصدر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال : عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه .

وقد يتوجه على هذا التأويل «ما » لوجهين : أحدهما : أن تكون بمعنى «الذي » ، فيكون معنى الكلام فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربه . والاَخر : أن تكون بمعنى المصدر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : ثني أبي ، عن قتادة فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى ، قال الحسن : جبريل .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى قال : على لسان جبريل .

حدثنا ابن حُميد ، قال : حدثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فأَوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى قال : أوحى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله إليه .

وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فأوحى جبريل إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه ، لأن افتتاح الكلام جرى في أوّل السورة بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن جبريل عليه السلام ، وقوله : فأوْحَى إلى عَبْدِهِ ما أوْحَى فِي سِياقِ ذلكَ ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما ، فيوجه ذلك إلى ما صرف إليه .