الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

وقوله تعالى : { فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى } قال ابن عباس : المعنى : فأوحى اللَّهُ إلى عبده محمد ما أوحى ، وفي قوله : { مَا أوحى } إبهام على جهة التفخيم والتعظيم ؛ قال عياض : ولما كان ما كَاشَفَهُ عليه السلام من ذلك الجبروتِ ، وشَاهَدَهُ من عجائب الملكوت ، لا تُحِيطُ به العباراتُ ، ولا تستقِلُّ بحمل سماع أدناه العقولُ رَمَزَ عنه تعالى بالإيماء والكناية الدَّالَّةِ على التعظيم ، فقال تعالى : { فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى } وهذا النوع من الكلام يسميه أَهْلُ النقد والبلاغة بالوحي والإشارة ، وهو عندهم أبلغ أبواب الإِيجاز ، انتهى .