السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

{ فأوحى } أي : الله تعالى وإن لم يجر له ذكر لعدم اللبس { إلى عبده } أي : جبريل عليه السلام { ما أوحى } أي : جبريل عليه السلام إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الموحي تفخيماً لشأنه وهذا التفسير ما جرى عليه الجلال المحلي وهو ظاهر ، وقيل : فأوحى إلى جبريل بسبب هذا القرب وعقبه إلى عبده أي عبد الله ما أوحى أي جبريل وقيل : الضمائر كلها لله تعالى وهو المعني بشديد القوى كما في قوله تعالى : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [ الذاريات : 58 ] ودنوه منه برفع مكانته وتدليه جذبه بكليته إلى جانب القدس ، واختلف في الموحى على أقوال الأول قال سعيد ابن جبير : أوحى إليه { ألم يجدك يتيماً } [ الضحى : 6 ]

إلى قوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك } [ الشرح : 4 ] الثاني : أوحى إليه الصلاة . الثالث : أن أحداً من الأنبياء لا يدخل الجنة قبلك وأنّ أمة من الأمم لا تدخلها قبل أمتك . الرابع : أنه مبهم لا يطلع عليه أحد وتعبدنا به على الجملة . الخامس : أنّ ما للعموم والمراد كل ما جاء به جبريل .