فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

{ فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى } أي فأوحى جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى ، وفيه تفخيم للوحي الذي أوحي إليه ، والوحي : إلقاء الشيء بسرعة ، ومنه الوحا وهو السرعة ، والضمير في { عبده } يرجع إلى الله ، كما في قوله : { مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } [ فاطر : 45 ] وقيل المعنى : فأوحى الله إلى عبده جبريل ما أوحى ، وبالأوّل قال الربيع والحسن وابن زيد وقتادة . وقيل : فأوحى الله إلى عبده محمد . قيل : وقد أبهم الله سبحانه ما أوحاه جبريل إلى محمد ، أو ما أوحاه الله إلى عبده جبريل ، أو إلى محمد ولم يبينه لنا ، فليس لنا أن نتعرّض لتفسيره . وقال سعيد بن جبير : الذي أوحي إليه هو { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [ الشرح : 1 ] الخ ، و { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى } [ الضحى : 6 ] الخ . وقيل : أوحى الله إليه أن الجنة حرام على الأنبياء حتى تدخلها ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك . وقيل : إن «ما » للعموم لا للإبهام ، والمراد : كل ما أوحى به إليه ، والحمل على الإبهام أولى لما فيه من التعظيم .

/خ26