الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

{ فَأَوْحَى } يعني فأوحى الله سبحانه وتعالى { إِلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى } محمد صلى الله عليه وسلم { مَآ أَوْحَى } قال الحسن والربيع وابن زيد : معناه فأوحى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربّه ، قال سعيد : أوحى إليه

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً } [ الضحى : 6 ] إلى قوله

{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [ الشرح : 4 ] ، وقيل : أوحى إليه أن الجنة محرّمة على الأنبياء حتى تدخلها ، وعلى الأُمم حتى تدخلها أُمّتك ، وسئل أبو الحسن الثوري عنه فقال : أوحى إليه سرّاً بسرّ من سرّ في سرّ وفي ذلك يقول القائل :

بين المحبين سر ليس يفشيه *** قول ولا قلم للخلق يحكيه

سرُّ يمازجه أنس يقابله *** نور تحيّر في بحر من التِّيه