غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ} (10)

1

قوله { فأوحى إلى عبده ما أوحى } الضمير في الفعلين إما لله أو لجبرائيل ، والمراد بالعبد إما محمد صلى الله عليه وسلم أو جبريل عليه السلام فيحصل تقديرات أحدها : فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى وفيه تفخيم لشأن الوحي . وقيل : أوحى إليه الصلاة . وقيل : أوحى الله إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها . وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك . والظاهر أنها أسرار وحقائق ومعارف لا يعلمها إلا الله ورسوله . ثانيها فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى أولاً جبرائيل يعني أن الوحي كان ينزل عليه أولاً بواسطة جبرائيل وقد ارتفعت الآن تلك الواسطة . وعلى هذا يحتمل أن يقال " ما " مصدرية أي أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم الإيحاء أي العلم بالإيحاء كي يفرق بين الملك والجن . أو كلمة أنه وحي أو خلق فيه علماً ضرورياً . ثالثها فأوحى الله إلى عبده جبريل ما أوحى . رابعها فأوحى الله إلى جبرائيل ما أوحى جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء قبله . وفيه إشارة إلى أن جبريل عليه السلام أمين لم يجن قط في شيء مما أوحى إلى الأنبياء . خامسها فأوحى فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله إليه . سادسها فأوحى جبرائيل إلى عبد الله ما أوحى هو . وفي هذين الوجهين لا يمكن أن يراد بالعبد إلا محمد صلى الله عليه وسلم .

/خ62