معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

قوله تعالى : { سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق } المقدر والمقلب للشيء بالتدبير إلى غيره ، كما قال : { يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق }( الزمر- 6 ) ، { البارئ } المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود ، { المصور } الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض . يقال : هذه صورة الأمر أي مثاله ، فأولاً يكون خلقاً ثم برءاً ثم تصويراً . { له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن شيبة ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا أحمد بن أبي شريح وأحمد بن منصور الرمادي قالا أنبأنا أبو أحمد الرمادي ، قالا : أنبأنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا خالد بن طهمان ، حدثني نافع عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يصبح -ثلاث مرات- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وقرأ الثلاث الآيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً ، ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة " . ورواه أبو عيسى عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ } لجميع المخلوقات { الْبَارِئُ } للمبروءات { الْمُصَوِّرُ } للمصورات ، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير ، وأن ذلك كله قد انفرد الله به ، لم يشاركه فيه مشارك .

{ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } أي : له الأسماء الكثيرة جدا ، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله هو ، ومع ذلك ، فكلها حسنى أي : صفات كمال ، بل تدل على أكمل الصفات وأعظمها ، لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه ، ومن حسنها أن الله يحبها ، ويحب من يحبها ، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها .

ومن كماله ، وأن له الأسماء الحسنى ، والصفات العليا ، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام ، يسبحون بحمده ، ويسألونه حوائجهم ، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته ، { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } الذي لا يريد شيئا إلا ويكون ، ولا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة .

تم تفسير سورة الحشر ،

فلله الحمد على ذلك ، والمنة والإحسان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

و : { البارئ } بمعنى { الخالق } ، برأ الله الخلق أي أوجدهم ، و : { المصور } هو الذي يوجد الصور ، وقرأ علي بن أبي طالب : «المصوَّرَ » بنصب الواو والراء على إعمال { البارئ } به ، وهي حسنة يراد بها الجنس في الصور ، وقال قوم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قرأ : «المصوَّرِ » بفتح الواو وكسر الراء على قولهم الحسن الوجه ، وقوله تعالى : { له الأسماء الحسنى } أي ذات الحسن في معانيها القائمة بذاته لا إله إلا هو ، وهذه الأسماء هي التي حصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : «إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة »{[11034]} ، وقد ذكرها الترمذي وغيره مسندة ، واختلف في بعضها ولم يصح فيها شيء إلا إحصاؤها دون تعين ، وباقي الآية بين .


[11034]:حديث (إن لله تسعة وتسعين اسما) ذكره الإمام السيوطي في "الجامع الصغير"، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: إنه حديث صحيح، وقد أخرجه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في شعب الإيمان- هذا والأسماء مذكورة في مسند الترمذي وغيره مع اختلاف الرواة في بعضها كما قال ابن عطية رحمه الله.