تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { هو الله الخالق البارئ المصور } فالخالق والبارئ واحد ، ويقال : برأ أي خلق ، والبرية هي الخلق ، ويقال : سميت البرية [ لأنها خلقت ]{[21016]} من التراب ؛ إذ البرى ، هو التراب .

وقوله تعالى : { المصور } / 563 – أ/ هو الذي يعطي كل شيء صورته ، فيصوره على ما هو ، فالتصوير ، هو بيان المحدود ، وهو قول الناس : صورت الأمر عند فلان ، أي بينته .

وقوله تعالى : { له الأسماء الحسنى } أي الأمثال العلا ، وهي الصفات ، إذ المثل{[21017]} يرجع إلى وجهين :

إلى الصفة مرة ، وإلى التشبيه ثانيا . فإذا رجع إلى [ الصفة فإنه يرجع إلى ]{[21018]} حقيقة ذلك [ المثل ]{[21019]} وإن رجع إلى التشبيه فإنه لا يرجع إلى حقيقة ذلك .

ثم قوله تعالى : { له الأسماء الحسنى } أي الصفات العلا ، أي لا يسمى بذلك إلا هو ؛ إذ يقال لغيره : الرب لا{[21020]} الرحمن ولا المالك إلا أن يضاف ذلك إلى الشيء . فأما التصريح فلا يطلق ذلك إلا له ، جل ، وعلا .

ويحتمل وجها آخر ، أي لا شبيه له في أسمائه ، ولا يشركه أحد في تلك الأسماء ، بل هي خاصته . والله المستعان .


[21016]:في الأصل و م: لأنه خلق.
[21017]:في الأصل و م: الصفة.
[21018]:من م، ساقطة من الأصل.
[21019]:ساقطة من الأصل و م.
[21020]:في الأصل و م: ولا.