الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ الْخَالِقُ } المقدّر المقلّب للشي بالتدبير الى غيره كما قال :{ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } [ الزمر : 6 ] وقال :{ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } [ نوح : 14 ] المنشيء للأعيان من العدم الى الوجود { الْمُصَوِّرُ } الممثل للمخلوقات والعلامات المميّزة والهيئات المتفرّقة حتى يتميّز بها بعضها من بعض يقال : هذه صورة الأمر أي مثاله ، فأولا يكون خلقاً ثم ( نطفة ثمّ علقة ) ثم تصويراً إذا انتهى وكمل ، والله أعلم .

{ لَهُ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .

أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب الفقيه بالقصر قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ببغداد قال : حدّثنا الحسن بن عرفة قال : حدّثنا محمد بن صالح الواسطي عن سليمان ابن محمد عن عمر بن نافع عن أبيه قال : قال عبد الله بن عمر : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً على هذا المنبر يعني منبر رسول صلى الله عليه وسلم وهو يحكي عن ربّه سبحانه فقال : ( إنَّ الله تعالى إذا كان يوم القيامة جمع السموات والأرضين السبع في قبضته تبارك وتعالى ثم قال هكذا وشدّ قبضته ثم بسطها ثم يقولُ : أنا الله أنا الرحمن أنا الرحيم أنا الملك أنا القدّوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبّار أنا المتكبّر أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئاً ، أنا الذي أعدتها أين الملوك أين الجبابرة ) .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن وهب قال : حدّثنا محمد بن يونس الكريمي قال : حدّثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا أبو الأشهب عن يزيد بن آبان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آخر سورة الحشر غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر " .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا ابن وهب قال : حدثنا أحمد بن أبي سريح وأحمد بن منصور الرمادي قالا : حدّثنا أبو أحمد الزبيدي قال : حدّثنا خالد بن سليمان قال : حدّثني نافع عن أبي نافع عن معقل بن يسار أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، وكّل الله به سبعين ألف ملك يُصلّون عليه حتى يمسي ، فأن مات في ذلك اليوم مات شهيداً ، ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة " .

وأخبرني محمد بن القاسم قال : حدّثنا عبد الله بن محمد قال : حدّثنا السماح قال : حدّثنا أحمد بن الفرح قال : حدّثنا أبو عثمان يعني المؤذن قال : حدّثنا محمد بن زياد قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة " .

وأخبرني ابن القاسم قال حدّثنا ابن بختيار قال : حدثنا مكي بن عيدان قال : حدّثنا إبراهيم ابن عبد الله قال : حدّثنا عمرو بن عاصم قال : حدّثنا أبو الأشهب قال : حدّثنا يزيد الرقاسي عن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ آخر سورة الحشر : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الى آخرها فمات من ليلته مات شهيداً " .

وأخبرني أبو عثمان بن أبي بكر الحبري قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي قال : أخبرنا عبد الله بن أبان بن شداد أن إسماعيل بن محمد الحبريني حدّثهم قال : حدثنا علي بن زريق قال : حدثنا هشام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال : " عليك بأخر سورة الحشر فأكثر قراءتها ، فاعدت عليه فعاد عليّ ، فأعدت عليه فعاد عليّ " .