فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ هُوَ الله الخالق } أي المقدّر للأشياء على مقتضى إرادته ومشيئته { البارئ } أي المنشئ المخترع للأشياء الموجد لها . وقيل : المميز لبعضها من بعض { المصوّر } أي الموجد للصور المركب لها على هيئات مختلفة ، فالتصوير مترتب على الخلق والبراية وتابع لهما ، ومعنى التصوير : التخطيط والتشكيل ، قال النابغة :

الخالق البارئ المصور في ال *** أرحام ماء حتى يصير دماً

وقرأ حاطب بن أبي بلتعة الصحابي : { المصوّر } بفتح الواو ونصب الراء على أنه مفعول به للبارئ : أي الذي برأ المصوّر : أي ميزه { لَهُ الأسماء الحسنى } قد تقدّم بيانها والكلام فيها عند تفسير قوله : { وَللَّهِ الأسماء الحسنى فادعوه بِهَا } [ الأعراف 180 ] { يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السموات والأرض } أي ينطق بتنزيهه بلسان الحال أو المقال كل ما فيهما { وَهُوَ العزيز الحكيم } أي الغالب لغيره الذي لا يغالبه مغالب ، الحكيم في كل الأمور التي يقضي بها .

/خ24