النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (24)

{ هو الله الخالق } فيه وجهان :

أحدهما : أنه المحدِث للأشياء على إرادته .

الثاني : أنه المقدر لها بحكمته .

{ الْبَارِىءُ } فيه وجهان :

أحدهما : المميز للخلق ، ومنه قوله : برأت منه ، إذا تميزت منه .

الثاني : المنشىء للخلق ، ومنه قول الشاعر :

براك الله حين براه غيثاً *** ويجري منك أنهاراً عذاباً

{ المصور } فيه وجهان :

أحدهما : لتصوير الخلق على مشيئته .

الثاني : لتصوير كل جنس على صورته . فيكون على الوجه الأول محمولاً على ابتداء الخلق بتصوير كل خلق على ما شاء من الصور . وعلى الوجه الثاني يكون محمولاً على ما استقر من صور الخلق ، فيحدث خلق كل جنس على صورته وفيه على كلا الوجهين دليل على قدرته .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : أن يكون لنقله خلق الإنسان وكل حيوان من صورة إلى صورة ، فيكون نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن يصير شيخاً هرماً ، كما قال النابغة :

الخالق البارىء المصور في ال *** أرحام ماء حتى يصير دماً

{ له الأسماء الحسنى } فيه وجهان :

أحدهما : أن جميع أسمائه حسنى لاشتقاقه من صفاته الحسنى .

الثاني : أن له الأمثال العليا ، قاله الكلبي .