{ هو } أي : الذي لا شيء يستحق أن يطلق عليه هذا الضمير غيره لأنّ وجوده من ذاته ، ولا شيء غيره إلا وهو ممكن ولما ابتدأ بهذا الغيب المحض الذي هو أظهر الأشياء أخبر عنه بأشهر الأشياء الذي لم يقع فيه شركة بوجه . فقال تعالى : { الله } أي : الذي ليس له سميّ فلا كفء له فهو المعبود بالحق فلا شريك له بوجه { الخالق } أي : المقدر للأشياء على مقتضى حكمته { البارئ } أي : المخترع المنشئ للأشياء من العدم إلى الوجود برياً من التفاوت وقوله تعالى : { المصور } أي : الذي يخلق صور الأشياء على ما يريد بكسر الواو ورفع الراء إما صفة ، وإمّا خبر واحترزت بهذا الضبط عن قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن فإنهما قرأا بفتح الواو ونصب الراء ، وهي قراءة شاذة وإنما تعرّضت لها لأبين وجهها ، وهو أن تخرّج هذه القراءة على أن يكون المصور منصوباً بالبارئ ، والمصوّر هو الإنسان إمّا آدم وإما هو وبنوه وعلى هذه القراءة يحرم الوقف على المصوّر بل يجب الوصل ليظهر النصب في الراء ، وإلا فقد يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز { له } أي : خاصة { الأسماء الحسنى } التسعة والتسعون الوارد فيها الحديث ، وقد ذكرتها في سورة الإسراء . والحسنى تأنيث الأحسن { يسبح } أي : يكرّر التنزيه الأعظم عن كل شيء من شوائب النقص على سبيل التجدّد والاستمرار { له } أي : على وجه التخصيص { ما في السماوات } أي السماوات وما فيها { والأرض } وما فيها { وهو } أي : والحال أنه وحده { العزيز } أي : الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء { الحكيم } أي : الجامع الكمالات بأسرها فإنها راجعة إلى الكمال في القدرة والعلم .
وعن معقل بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً ، ومن قاله حين يمسي كان كذلك » .
أخرجه الترمذي ، وقال : حسن غريب . وعن أبي هريرة أنه قال : «سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال : عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها فأعدت عليه فأعاد علي » وقال جابر بن زيد : إنّ اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية . وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال «من قرأ سورة الحشر غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر » حديث موضوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.