{ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ } الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به ، من إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، ونحو ذلك من الآيات . { قَالَ } لبني إسرائيل : { قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ } النبوة والعلم ، بما ينبغي على الوجه الذي ينبغي . { وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } أي : أبين لكم صوابه وجوابه ، فيزول عنكم بذلك اللبس ، فجاء عليه السلام مكملا ومتمما لشريعة موسى عليه السلام ، ولأحكام التوراة . وأتى ببعض التسهيلات الموجبة للانقياد له ، وقبول ما جاءهم به . { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } أي : اعبدوا الله وحده لا شريك له ، وامتثلوا أمره ، واجتنبوا نهيه ، وآمنوا بي وصدقوني وأطيعون .
وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ } أي : بالنبوة { وَلأبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ }
قال ابن جرير : يعني من الأمور الدينية لا الدنيوية {[26112]} . وهذا الذي قاله حسن جيد ، ثم رد قول من زعم أن " بعض " هاهنا بمعنى " كل " ، واستشهد بقول لبيد الشاعر :
تَرّاك أمْكنَة إذَا لم أرْضَها{[26113]} *** أو يَعْتَلق{[26114]} بَعْضَ النفوس حِمَامُها{[26115]}
وأولوه على أنه أراد جميع النفوس . قال ابن جرير : وإنما أراد نفسه فقط ، وعبر بالبعض عنها . وهذا الذي قاله محتمل .
وقوله : { فَاتَّقُوا اللَّهَ } أي : [ فيما ]{[26116]} أمركم به ، { وأطيعون } ، فيما جئتكم به ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.