إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي تَخۡتَلِفُونَ فِيهِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (63)

{ وَلَمَّا جَاء عيسى بالبينات } أي بالمعجزاتِ أو بآياتِ الإنجيلِ أو بالشرائعِ الواضحاتِ { قَالَ } لبني إسرائيلَ { قَدْ جِئْتُكُم بالحكمة } أي الإنجيل أو الشريعة { وَلأبَيّنَ لَكُم } عطف على مقدر ينبئ عنه المجيء بالحكمة كأنه قيل قد جئتكم بالحكمة لأعلِّمَكُم إيَّاها ولأبين لكم { بَعْضَ الذي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } وهُو ما يتعلقُ بأمورِ الدِّينِ ، وأما ما يتعلقُ بأمورِ الدُّنيا فليسَ بيانُه من وظائفِ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ كما قالَ عليهِ السَّلامُ : «أنتمُ أعلمُ بأمورِ دُنياكُم » . { فاتقوا الله } في مُخَالفتِي { وَأَطِيعُونِ } فيما أبلِّغُه عنْهُ تعالى