أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي تَخۡتَلِفُونَ فِيهِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (63)

شرح الكلمات :

{ ولما جاء عيسى بالبينات } : أي ولما جاء عيسى بن مريم إلى بني إسرائيل بالمعجزات والشرائع .

{ قال قد جئتكم بالحكمة } : أي قال لبنى إسرائيل قد جئتكم بالنبوة وشرائع الإنجيل .

{ ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } : أي وجئتكم لأبين لكم ما اختلفتم فيه من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره .

{ فاتقوا الله وأطيعون } : أي خافوا الله وأطيعون فيما أبلغكموه عن الله من الأمر النهى .

المعنى :

بعد أن ذكر تعالى جدل المشركين في مكة وفرحهم بالباطل الذي قاله ابن الزبعرى في شأن الملائكة والعزير وعيسى عليهم السلام من أنهم في النار مع من عبدوهم ، وبرأ تعالى الملائكة والعزيز وعيسى لأنهم ما أمروا الناس بعبادتهم حتى يؤاخذوا بها ، وإنما أمر بعبادتهم الشيطان فالشيطان ومن عبدوهم الذين في النار ، وذكر تعالى شرف عيسى ومكانته وأنه عبد أنعم عليه بالنبوة وجعله مثلا لبنى إسرائيل يستدلون به على قدرة الله تعالى إذ خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم وإنما خلقه من تراب ذكر رسالة عليه السلام إلى بني إسرائيل ليكون ذلك موعظة لكفار مكة فقال تعالى ولما جاء عيسى بالبينات أي جاء بني إسرائيل مصحوبا بالبينات هي الإنجيل والمعجزات كإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص وما إلى ذلك ، قال لهم قد جئتكم بالحكمة أي النبوة من عند الله ، ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه من أحكام التوراة وأمور إذا فاتقوا الله يا بني إسرائيل أي خافوا عقابه المترتب على معاصيه وأطيعون فيما أبلغكموه من أمر ونهى عن الله تعالى ، إن الله ربى وربكم أي إلهي وإلهكم لا إله إلا هو فاعبدوه بفعل محابه وترك مساخطه حبا وتعظيماً له ورهبة ورغبة .

الهداية :

من الهداية :

- بيان رسالة عيسى إلى بني إسرائيل .