معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

قوله تعالى : { يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً } قرأ ابن عامر وأبو بكر ( يضاعف ويخلد ) برفع الفاء والدال على الابتداء ، وشدد ابن عامر : يضعف ، وقرأ الآخرون : بجزم الفاء والدال على جواب الشرط .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

ثم فسره بقوله : { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي : في العذاب { مُهَانًا } فالوعيد بالخلود لمن فعلها كلها ثابت لا شك فيه وكذا لمن أشرك بالله ، وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة لكونها إما شرك وإما من أكبر الكبائر .

وأما خلود القاتل والزاني في العذاب فإنه لا يتناوله الخلود لأنه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولا يخلد فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل ، ونص تعالى على هذه الثلاثة لأنها من أكبر الكبائر : فالشرك فيه فساد الأديان ، والقتل فيه فساد الأبدان والزنا فيه فساد الأعراض .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

63

وفسر هذا العذاب بما بعده( يضاعف له العذاب يوم القيامة . ويخلد فيه مهانا ) . . فليس هو العذاب المضاعف وحده ، وإنما هي المهانة كذلك ، وهي أشد وأنكى .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

قوله : يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيامَةِ . اختلفت القرّاء في قراءته ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم يُضَاعَفْ جزما ويَخْلُدْ جزما . وقرأه عاصم : يضَاعَفُ رفعا وَيَخْلُدُ رفعا كلاهما على الابتداء ، وأن الكلام عنده قد تناهى عند : يَلْقَ أثاما ثم ابتدأ قوله : يُضَاعَفُ لهُ العَذَابُ .

والصواب من القراءة عندنا فيه : جزم الحرفين كليهما : يضاعفْ ، ويخلدْ ، وذلك أنه تفسير للأثام لا فعل له ، ولو كان فعلاً له كان الوجه فيه الرفع ، كما قال الشاعر :

مَتى تأْتِهِ تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ *** تَجِدْ خيرَ نارٍ عِنْدَها خَيْرُ مُوقِدِ

فرفع تعشو ، لأنه فعل لقوله تأته ، معناه : متى تأته عاشيا .

وقوله : ويَخْلُدْ فِيهِ مُهانا ويبقى فيه إلى ما لا نهاية في هوان . وقوله : إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلاً صَالِحا يقول تعالى ذكره : ومن يفعل هذه الأفعال التي ذكرها جلّ ثناؤه يلقَ أثاما إلاّ مَنْ تابَ يقول : إلا من راجع طاعة الله تبارك وتعالى بتركه ذلك ، وإنابته إلى ما يرضاه الله وآمَنَ يقول : وصدق بما جاء به محمد نبيّ الله وعَمِلَ عَمَلاً صَالِحا يقول : وعمل بما أمره الله من الأعمال ، وانتهى عما نهاه الله عنه . )

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي «يضاعفْ ويخلدْ » جزماً ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر والحسن «يضعّفْ » بشد العين وطرح الألف وبالجزم في «يضعَفْ ويخلدْ » ، وقرأ طلحة بن سليمان «نضعِّف » بضم النون وكسر العين المشددة «العذابَ » نصب «ويخلد » جزم وهي قراءة أبي جعفر وشيبة ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر «يضاعفُ ويخلدُ » بالرفع فيهما ، وقرأ طلحة بن سلمان «وتخلد » بالتاء على معنى مخاطبة الكافر بذلك ، وروي عن أبي عمرو «ويُخلَّد » بضم الياء من تحت وفتح اللام قال أبو علي وهي غلط من جهة الرواية «ويضاعفْ » بالجزم بدل من { يلق } قال سيبويه مضاعفة العذاب هي الأثام قال الشاعر :

«متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا » . . . البيت{[8883]} .


[8883]:البيت لعبيد الله بن الحر الجعفي، كان مع معاوية على علي، ثم حدثت بينهما مناقشة خرج بعدها وانضم إلى علي رضي الله عنه –اقرأ خبر ذلك في (خزانة الأدب) للبغدادي. والجزل: الغليظ، وهذا يجعل النار قوية فينظر إليها الضيوف عن بعد، وتأججا بضمير الاثنين، للحطب والنار، أو أن الألف في (تأججا) للإطلاق مع تذكير النار، أو عاد الضمير على النار مذكرا لأن النار مؤنث مجازي، والشاهد في البيت جزم (تلمم) لأنه بدل من قوله: (تأتنا)، ولو أمكن رفعه على تقدير الحال لجاز، قال سيبويه: سألت الخليل عن البيت فقال: (تلمم) بدل من الفعل الأول، أراد أن يفسر الإتيان بالإلمام، كما تقول: مررت برجل عبد الله، فتفسر الأول وهو رجل بالثاني وهو عبد الله.