فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

{ يضاعف } وقرئ يضعف بالتشديد ، وكل من القراءتين يجيء مع جزم الفعل ، ورفعه فالقراآت أربع وكلها سبعية ، وقرئ نضعف بضم النون ، وكسر العين المشددة والجزم .

{ له العذاب يوم القيامة } سبب المضاعفة أن المشرك إذا ارتكب المعاصي مع الشرك ، يضاعف له العذاب على شركه ومعصيته { وَيَخْلُدْ } وقرئ بالفوقية ، خطابا للكافر ، وقرئ يخلد بضم الياء وفتح اللام ، قال أبو علي الفارسي : وهي غلط من جهة الرواية وضمير { فِيهِ } راجع إلى العذاب المضاعف ، وقرئ فيها بالإشباع مبالغة في الوعيد ، والعرب تمد للمبالغة ، مع أن الأصل في هاء الكناية الإشباع ، { مُهَانًا } ذليلا حقيرا جامعا للعذاب الجسماني والروحاني . قال ابن عباس : قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين ثم نزلت .